الاثنين، 5 أبريل 2010

الاحتفال بشم النسيم حلال أم حرام

أعياد المسلمين ثلاثة وهي :

عيد الفطر ويأتي بعد انتهاء المسلمين من صوم شهر رمضان

وعيد الأضحى ويأتي بعد ختام العشرة الأولى من ذي الحجة

ويوم الجمعة عندنا عيد ،وما عدا ذلك من الممكن ان تكون مناسبات أو بدع والعياذ بالله .

من أين أتت فكرة عيد شم النسيم ؟

عيد شم النسيم هو عيد من أعياد القدماء المصرين ، فقد كانت لهم أعياد كثيرة ، مثل عيد النيروز وعيد شم النسيم وهي أعياد زراعية ، فقد حددوا السنة الشمسية باثني عشر شهرا وثلاثة فصول كل منها أربعة أشهر ، وهي فصل الفيضان، ثم فصل البذر، ثم فصل الحصاد، فبذلك ربطوا الأعياد الزراعية بمواسم الزراعة وربطوا بهذه المواسم تقويمهم

لماذا أطلق على هذا العيد عيد شم النسيم؟

كان الاعتقاد السائد عند الفراعنة أن هذا اليوم هو بداية خلق العالم وترجع تسميته إلى كلمة فرعونية هي (شمو)ومعناها عندهم بعث الحياة ، وأضيفت النسيم لبداية الربيع واعتدا الجو ، وكان يحتفل به رسميا قبل الميلاد . وكان الاحتفال به معروفًا عند الأمم القديمة ولكن اختلفت أسماؤه ، فهو عند الفراعنة عيد شم النسيم، وعند البابليين والأشوريين عيد ذبح الخروف، وعند اليهود عيد الفصح، وعند الرومان عيد القمر .

بالنسبة لليهود:

الفُصح كلمة عبرية معناها «الخروج» أو «العبور»، اتفق يوم خروج بنى اسرائيل من مصر مع موعد احتفال الفراعنة بعيدهم،وكان هذا اليوم يوم نجاتهم فسموه عيد الفصح .

اما بالنسبة للنصارى:

احتفل النصارى بعيد الفصح كما كان يحتفل اليهود، تآمر اليهود على صلب المسيح فاعتقد المسيحيون أنه صُلب في هذا اليوم( يوم الجمعة في إبريل عقب عيد الفصح )، وأنه قام من بين الأموات بعد الصلب في يوم الأحد التالي، فبعض الطوائف احتفلوا بذكرى الصلب في يوم الفصح، وطوائف أخرى احتفلوا باليوم الذي قام فيه المسيح من بين الأموات، وهو عيد القيامة، يوم الأحد الذي يعقب عيد الفصح مباشرة، واستمر الحال على ذلك ، حتى رأى قسطنطين الأكبر إنهاء الخلاف ، وقرر توحيد العيد، على أن يكون في أول أحد يكون القمر بدرًا في الاعتدال الربيعي أو يعقبه مباشرة، ، فأصبح عيد القيامة في هذا اليوم وبعد هذا التاريخ أطلق عليه اسم عيد الفصح المسيحي تمييزًا له عن عيد الفُصح اليهودي .

يجب على كل مسلم:

أن ترسخ عقيدنه على أن عيسى ابن مريم هو عبد الله ورسوله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه، وأن الله سبحانه وتعالى قد رفعه حيًا بجسده إلى السماء وسوف ينزل في آخر الزمان فيقتل المسيح الدجال، ويكسر الصليب، ويقتل الخنزير ولا يقبل من الناس إلا الإسلام، ويعمل بشريعة نبينا ، وهذه عقيدة أهل السنة والجماعة والتي يجب على كل مسلم أن يموت عليها، وهذا ثابت في القرآن والسنة

قال الله تعالى :

«وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلاَّ اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلاَّ لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا» النساء

روى الشيخان ( سيدنا أبوبكر وسيدنا عمررضى الله عنهما)عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله «والذي نفسي بيده ليوشكن أن ينزل فيكم ابن مريم حكمًا عدلاً فيكسر الصليب ويقتل الخنزير ويضع الجزية ويفيض المال حتى لا يقبله أحد، حتى تكون السجدة الواحدة خيرًا من الدنيا وما فيها» ثم يقول أبو هريرة واقرءوا إن شئتم «وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلاَّ لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا» البخاري، ح ، ومسلم ح

وروى مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي قال «والذي نفسي بيده ليهلن ابن مريم بفج الروحاء حاجًا أو معتمرًا أو ليثنينهما» مسلم ح

معتقدات خاصة بأطعمة شم النسيم :

إن لشم النسيم عيد الربيع أطعمة خاصة ترتبط بخرافات، ومعتقدات شركية عند القدماء المصريين .

بيض شم النسيم :

وترجع فكرة صبغ البيض باللون الأحمر عند النصارى إلى رغبتهم في أن يتذكروا دائمًا دم المسيح عليه السلام الذي سفكه اليهود، وذلك حسب اعتقادهم الباطل والمناقض للقرآن والسنة

الفسيخ السمك المملح كان الفراعنة يقدسون النيل، ويعتبرونه نهر الحياة، ويعتقدون أن الحياة في الأرض بدأت في الماء ويعبر عنها بالسمك الذي تحمله مياه النيل

البصل كان القدماء المصريون يعتقدون أن البصل يطرد الأرواح الشريرة

خس شم النسيم كان الفراعنة يعتقدون أن الخس من النباتات التي تعلن عن حلول الربيع باكتمال نموها ونضجها، وقد اعتبروه من النباتات المقدسة الخاصة بإله التناسل

حمص شم النسيم هي ثمرة الحمص الأخضر، وكان الفراعنة يعتبرون نضجها وامتلاءها إعلانًا عن ميلاد الربيع، وهو ما أخذ منه اسم الملانة .

رأى الدين في موضوع أطعمة شم النسيم:

بعضً من فتاوى علماء الأزهر في حكم الاحتفال بعيد شم النسيم

فتوى الشيخ علي محفوظ، عضو هيئة كبار العلماء في مصر

عادة ابتدعها أهل الأوثان لتقديس بعض الأيام تفاؤلاً به أو تزلفًا لما كانوا يعبدون من دون الله، فعمرت آلافًا من السنين حتى عمت المشرقين، واشترك فيها العظيم والحقير، والصغير والكبير، ويا ليتها كانت سُنة محمودة فيكون لمستنها أجر من عمل بها، ولكنها ضلال في الآداب وفساد في الأخلاق.

وقال رحمه الله أيضًا فهل هذا اليوم يوم شم النسيم في مجتمعاتنا الشرعية التي تعود علينا بالخير والرحمة ؟ كلا، وحسبك أن تنظر إلى الأمصار، بل القرى، فترى في ذلك اليوم ما يزري بالفضيلة، ويخجل معه وجه الحياء من منكرات تخالف الدين، وسوءات تجرح الذوق السليم، وينقبض لها صدر الإنسانية، إن الرياضة واستنشاق الهواء، ومشاهدة الأزهار من ضرورات الحياة في كل آن لا في ذلك اليوم الذي تمتلئ فيه المزارع والخلوات بجماعات الفجار وفاسدي الأخلاق، فتسربت إليها المفاسد، وعمتها الدنايا، فصارت سوقًا للفسوق والعصيان، ومرتعًا لإراقة الحياء، وهتك الحجاب، نعم، لا تمر بمزرعة أو طريق إلا وترى فيه ما يخجل كل شريف، ويؤلم كل حي، فأجدر به أن يُسمى يوم الشؤم والفجور ترى المركبات والسيارات تتكدس بجماعات عاطلين يموج بعضهم في بعض بين شيب وشباب ونساء وولدان ينزحون إلى البساتين والأنهار، ترى السفن فوق الماء مملوءة بالشبان يفسقون بالنساء على ظهر الماء، ويفرطون في تناول المسكرات، وارتكاب المخازي، فاتبعوا خطوات الشيطان في السوء والفحشاء في البر والبحر، وأضاعوا ثمرة الاجتماع فكان شرًا على شر، ووبالاً على وبال، تراهم ينطقون بما تصان الآذان عن سماعه، ويخاطبون المارة كما يشاؤون من قبيح الألفاظ، وبذيء العبارات، كأن هذا اليوم قد أبيحت لهم فيه جميع الخبائث، وارتفع عنهم فيه حواجز التكليف، «أُولَئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ أَلاَ إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ الْخَاسِرُونَ» المجادلة

فعلى من يريد السلامة في دينه وعِرضه أن يحتجب في بيته في ذلك اليوم المشؤوم، ويمنع عياله وأهله، وكل من تحت ولايته عن الخروج فيه حتى لا يشارك اليهود والنصارى والسفهاء في مراسمهم، والفاسقين الفاجرين في أماكنهم، ويظفر بإحسان الله ورحمته «الإبداع لعلي محفوظ ص »

فتوى الشيخ عطية صقر رئيس لجنة الفتوى بالأزهر الشريف

إن التمتع بمباهج الحياة من أكل وشرب وتنزه أمر مباح ما دام في الإطار المشروع، الذي لا ترتكب فيه معصية ولا تنتهك حرمة ولا ينبعث من عقيدة فاسدة، قال تعالى «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لاَ تُحَرِّمُوا طَيِّبَاتِ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكُمْ وَلاَ تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ»

المائدة

وقال سبحانه «قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آَمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآَيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ» الأعراف

لكن، هل للتزين والتمتع بالطيبات يوم معين أو موسم خاص لا يجوز في غيره، وهل لا يتحقق ذلك إلا بنوع معين من المأكولات والمشروبات، أو بظواهر خاصة ؟ هذا ما نحب أن نلفت الأنظار إليه

إن الإسلام يريد من المسلم أن يكون في تصرفه على وعي صحيح وبُعد نظر، لا يندفع مع التيار فيسير حين يسير ويميل حين يميل، بل لا بد أن تكون له شخصية مستقلة فاهمة، حريصة على الخير بعيدة عن الشر والانزلاق إليه، وعن التقليد الأعمى، لا ينبغي أن يكون كما قال الحديث «إمعة» يقول إن أحسن الناس أحسنت، وإن أساءوا أسأت، ولكن يجب أن يوطن نفسه على أن يحسن إن أحسنوا، وألا يسيء إن أساءوا، وذلك حفاظًا على كرامته واستقلال شخصيته، غير مبالٍ من هذا النوع

عن أبي سعيد رضي الله عنه أن النبي قال «لتتعبن سنن طريق من قبلكم شبرًا بشبر وذراعًا بذراع، حتى لو سلكوا جحر ضب لسلكتموه» قلنا يا رسول الله، اليهود والنصارى ؟ قال فمن البخاري ح ، ومسلم ح

فلماذا نحرص على شم النسيم في هذا اليوم بعينه، والنسيم موجود في كل يوم ؟ إنه لا يعدو أن يكون يومًا عاديًا من أيام الله حكمه كحكم سائرها، بل إن فيه شائبة تحمل على اليقظة والتبصر والحذر، وهي ارتباطه بعقائد لا يقرها الدين، حيث كان الزعم أن المسيح قام من قبره وشم نسيم الحياة بعد الموت، ولماذا نحرص على طعام بعينه في هذا اليوم، وقد رأينا ارتباطه بخرافات أو عقائد غير صحيحة، مع أن الحلال كثير وهو موجود في كل وقت، وقد يكون في هذا اليوم أردأ منه في غيره أو أغلى ثمنًا

إن هذا الحرص يبرر لنا أن ننصح بعدم المشاركة في الاحتفال به مع مراعاة أن المجاملة على حساب الدين والخُلق والكرامة ممنوعة لا يقرها دين ولا عقل سليم، والنبي يقول «من التمس رضا الله بسخط الناس كفاه الله مؤونة الناس، ومن التمس رضا الناس بسخط الله وكله الله إلى الناس» رواه الترمذي، ورواه ابن حبان في صحيحه فتاوى عطية صقر ج ص

فتوى شيخ الإسلام ابن تيمية

لا يبيع المسلم ما يستعين المسلمون به على مشابهة غير المسلمين في أعيادهم، من الطعام واللباس ونحو ذلك؛ لأن في ذلك إعانة على المنكرات اقتضاء الصراط المستقيم لابن تيمية ص

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية أيضًا لا يبيع المسلم لغير المسلمين ما يستعينون به على عيدهم، من الطعام واللباس والريحان ونحو ذلك أو إهداء ذلك لهم، فهذا فيه نوع إعانة على إقامة عيدهم المحرم اقتضاء الصراط المستقيم لابن تيمية ص

وبناءً على هذه الفتاوى السابقة:

لا يجوز للتجار المسلمين أن يتاجروا في البيض المنقوش، أو المصبوغ المخصص لهذا العيد، أو السمك المملح لهذا العيد ، أو بطاقات تهنئة، أو غير ذلك مما هو مختص به؛ لأن في ذلك إعانة على المنكر وهذا لا يرضى الله تعالى ولا رسوله كما لا يحل لمن أهديت له هدية هذا العيد أن يقبلها؛ لأن في قبولها إقرارًا لهذا العيد، وليس معنى ذلك تحريم بيع البيض أو السمك أو البصل أو غيره مما أحله الله تعالى، وإنما الممنوع بيع ما خصص لهذا العيد ،ولكن لو كان المسلم يتاجر ببعض هذه الأطعمة ولم يخصصها لهذا العيد لا بالدعاية، ولا بوضع ما يرغب زبائن هذا العيد فيها فلا يظهر حرج في بيعها ولو كان المشترون منه يضعونها لهذا العيد .

ماالواجب على كل مسلم في هذا العيد:

عدم الاحتفال به، أو مشاركة المحتفلين به في احتفالهم، أو حضور الاحتفال به، والتشبه بهم فيما يخصهم محرم فكيف بالتشبه بهم في شعائرهم.

عدم إعانة من يحتفل به من غير المسلمين.فذلك محرم؛ لأن فيه إعانة على ظهور شعائرهم الباطلة، فمن أعانهم على ذلك فكأنه يقرهم عليه، ولهذا حرم ذلك كله.

الإنكار بالحكمة والموعظة الحسنة على من يحتفل به من المسلمين.

على أهل العلم توضيح حقيقة عيد شم النسيم وأمثاله من الأعياد التي ابتدعها الناس في هذا الزمان، وبيان حكم الاحتفال بها، والتأكيد على ضرورة تميز المسلم بدينه، ومحافظته على عقيدته، وتذكيره بمخاطر التشبه بغير المسلمين في شعائرهم الدينية كالأعياد.

نبينا يحذرنا من مشابهة غير المسلمين

عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله «من تشبه بقوم فهو منهم» صحيح أبي داود ح

قال ابن حجر العسقلاني قال ابن بطال أخبرنا رسول الله أن أمته ستتبع المحدثات من الأمور والبدع والأهواء كما وقع للأمم قبلهم، وقد أنذر في أحاديث كثيرة بأن الآخر شر، والساعة لا تقوم إلا على شرار الناس، وأن الدين إنما يبقى قائمًا عند خاصة من الناس قال ابن حجر وقد وقع معظم ما أنذر به وسيقع بقية ذلك فتح الباري لابن حجر ج ص

وفي ختام كلامنا نقول يجب ان نكون قدوة حسنة لأولادنا واهلنا وجيراننا ،فلنقل أنه يوم شم النسيم ، ومناسبة وليس بعيد أى مناسبى الجو الجميل ودخول الربيع ، فلنتمتع بالزهور والألوانات الجميلة .ونتنزه ونفرح بقدوم الربيع ، طالما لم نقيم شعائر مخالفة لديننا .فكان سولنا الكريم -صلى الله عليه وسلم -لايرفض كل العادات للداخلين على الاسلام إلا فيما يخص العقيدةكان يحزم في ذلك .

والحمد لله رب العالمين .